تونسية فائزة بـ"نوبل الخضراء" ترفض تحويل الدول النامية لمكب نفايات

تونسية فائزة بـ"نوبل الخضراء" ترفض تحويل الدول النامية لمكب نفايات
الناشطة البيئية التونسية سامية العبيدي

وجهت الناشطة البيئية التونسية سامية العبيدي الغربي، رسالة حازمة إلى الدول الغنية، ترفض فيها تحويل الدول النامية إلى "مكبات نفايات"، وذلك بعد فوزها بجائزة "غولدمان" العالمية للبيئة، وهي أرفع تكريم بيئي دولي يُمنح للمدافعين عن البيئة حول العالم، وتُعرف اختصارًا بـ"نوبل الخضراء".

حصلت الغربي، البالغة من العمر 57 عامًا، على الجائزة تقديرًا لدورها الريادي في كشف فضيحة تهريب نفايات منزلية من إيطاليا إلى تونس.. وأسهمت في قيادة حملة مدنية واسعة كشفت عن نقل نحو 6 آلاف طن من النفايات المحظورة إلى تونس عام 2020، عبر 280 حاوية زُعِمَ أنها تحوي نفايات بلاستيكية قابلة لإعادة التدوير، لكن تبين لاحقًا أنها نفايات منزلية غير قانونية بموجب القوانين البيئية التونسية والدولية، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة.

وأثار الملف جدلًا واسعًا محليًا ودوليًا، تزامنًا مع احتجاجات شعبية نظمها مواطنون ومنظمات غير حكومية رفضوا فيها جعل تونس "مزبلة لإيطاليا". 

وبعد سنتين من الجهود القانونية والمجتمعية، نجحت الغربي مع نشطاء آخرين في إعادة معظم تلك الحاويات إلى إيطاليا في فبراير 2022.

"لسنا مكبًا لنفاياتكم"

أكدت العبيدي الغربي: "صحيح أننا دول نامية، لكننا لسنا مكبات نفايات، وما هو سام للدول المتقدمة هو سام لنا أيضًا، ونحن نملك حقًا في العيش في بيئة سليمة". 

وشددت على أن البنية التحتية في تونس لا تتيح معالجة نفاياتها المحلية أساسًا، متسائلة: “كيف يمكنها التعامل مع نفايات أجنبية؟”.

وسلطت الفضيحة الضوء على تنامي تجارة النفايات غير القانونية بين الشمال والجنوب، رغم القوانين الدولية التي تمنع تصدير النفايات الخطرة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية. 

وأدت الحادثة إلى إعفاء وزير البيئة التونسي من منصبه، وصدور حكم بسجنه ثلاث سنوات، إضافة إلى محاكمة 26 شخصًا متورطين في القضية داخل تونس.

تأثير إقليمي ودولي

دفع نضال العبيدي الغربي إلى تعديلات في سياسات الاتحاد الأوروبي، بحسب بيان جائزة غولدمان، إذ أدى الكشف عن الفضيحة إلى تشديد اللوائح الأوروبية بشأن تصدير النفايات إلى الخارج. 

وقالت الغربي: "لم أكن أسعى لأن تتحول قضية النفايات إلى رمز، لكن بما أنها أصبحت كذلك، فليكن ذلك أداة لإيصال الرسائل".

ورأت أن الجائزة لا تخصها وحدها، بل تمثل كل الشبكات البيئية في إفريقيا التي تنتمي إليها، والتي بدأت، بحسب تعبيرها، توظيف هذا التكريم في دعم صوت المجتمع المدني في معاركه البيئية ضد التلوث والاستغلال الخارجي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية